هو مرض يصبح فيه دم المريض (وبوله) محتويان على كميات زائدة من سكر العنف (الجلوكوز) مما يسبب للمريض عدد من الأعراض والمضاعفات إن لم يعالج، ويمكن أن يصيب الكبار والصغار.
- هل هناك فرق بين مرض السكر في البول والسكر في الدم
لا.. فهـذه أفكار خاطئة لأن وجود السكر في البول ناتج عن ارتفاع السكر في الدم.
-لماذا يرتفع السكر في الدم؟
لكي نتعرف على طبيعة مرض السكر لابد أن نتعرف أولا على بعض خصائص أجسامنا السليمة ولا سيما تجاه الطعام وهضمه وكيفية الاستفادة منه:
جسم الإنسان يمكن تشبيهه بالآلة التي لا تعمل إلا بوجود الوقود لإعطاء الطاقة اللازمة ومصدر وقود الإنسان هو الطعام.وعندما نتناول الطعام يهضمه الجسم في الأمعاء ويتكون في النهاية سكر العنب (الجلكوز) الذي تمتصه الخلايا المبطنة لجدار الأمعاء الدقيقة، ومنها يتسرب إلى مجرى الدم ويساعد هرمون الأنسولين الذي تفرزه غدة البنكرياس على دخول السكر من الدم إلى خلايا الجسم للاستفادة منه وإذا حصل هناك خلل في غدة البنكرياس ينتج عن ذلك نقص في الأنسولين وبالتالي يفقد الجسم قدرته على استهلاك السكر ثم ترتفع نسبته في الدم ويتسرب في البول وبسبب ذلك يعاني المريض من كثرة التبول والعطش ونقص الوزن وضعف عام هذا إلى جانب عدد آخر من المضاعفات وإذا استمرت الحالة دون علاج فإنها قد تتطور إلى غيبـوبة عميقـة.
- ما هي غدة البنكرياس؟
هي غدة منشوريه الشكل توجد في أعلى البطن فوق قسم الأثنى عشر من الأمعاء الدقيقة وراء المعدة
وغدة البنكرياس غدة مختلطة تفرز عصارة الهضم. وفي داخل أنسجة غدة النبكرياس جزر متعددة من نسيج خاص تسمى جزر (لانجر هانس) وهي من الغدد الصماء وهي التي تفرز هرمون الأنسولين الذي ينظم عملية التمثيل الغذائى للمواد السكرية في الجسم
- هل هناك فرق في سبب مرض السكر عند الأطفال والكبار؟
نعم – مرض السكر عند الأطفال ينتج عن حدوث نقص في مورد الأنسولين كما ذكرنا أما عند الكبار فإن غدة البنكرياس تظل قادرة على إفراز الأنسولين ولكن يكون هناك نقص في درجة حساسية خلايا الجسم له وبالتالي يبطل مفعوله وهناك اختلافات كثيرة في الأسباب وعلاج الداء بين الكبار والصغار.
هل مرض السكر معد؟
لا – يزعم البعض أن مرض البول السكري من الأمراض المعدية وهو زعـم خاطئ.
- هل هو ينتج من تناول كميات كبيرة من السكريات النشويات؟
لا.
- هل ينتج من الانفعالات النفسية كالقلق والخوف وغيرها؟
لا.. كثيراً من المصابين بمرض السكر يزعمون أن المرض عندهم ظهر عقب تعرضهم لازمة نفسية أما الواقع فإن الإصابة كانت كامنة عندهم قبل تعرضهم لهذه الأزمة النفسية ولكن هذه الأزمة تزيد من تفاقم الأعراض.
هل للوراثة دور في مرض السكر؟
نعم – دلت الأبحاث على أن للوراثة دوراً في الإصابة بمرض السكر عند الأطفال ويكثر الاحتمال إذا كان هنالك أفراد في الأسرة مصابين بمرض السكر وخاصة الأشقاء والأبوان.وتجدر الإشارة هنا بأنه رغم أن للوراثة دور كبير في حدوث مرض السكر. فإنها ليست العامل الوحيد حيث أن الأبحاث تشير انه عند الإصابة ببعض أمراض الفيروسات أو التعرض لبعض العوامل البيئية الأخرى، وفي حالة وجود استعداد وراثي عند الطفل فإن ذلك يؤدي إلى التهاب في غدة البنكرياس وبالتالي تليف في غدد اللانجرهانس ومن ثم تؤدي إلى نقص في مادة الأنسولين. وينتج ذلك عن إفراز الجسم لأجسام مضادة لخلايا البنكرياس تؤدي إلى التهاب ومن ثم تليف هذه الخلايا في البنكرياس. وبهذه المناسبة فإن هنالك بعض الأبحاث الأولية التي تشير إلى أن الأطفال الذين أرضعوا من حليب الأم أقل إصابة بمرض السكر بالمقارنة من الأطفال الذين أرضعوا من حليب البقر.
- هل تؤدي السمنة إلى الإصابة بمرض السكر عند الأطفال؟
لا – ولكن تلعب السمنة دوراً أكبر في الإصابة بمرض السكر عند الكبار أكثر منه في الأطفال.
- هل توجد طريقة للوقاية من مرض السكر عند الأطفال؟
في الحقيقة لا توجد أي طريقة يمكن اتباعها للوقاية من الإصابة بمرض السكر عند الأطفال في الوقت الراهن، ولكن بالطبع فإن الوقاية من السمنة في فترة الطفولة تقلل من نسبة الإصابة بالسكر "النوع الثاني – الغير معتمد على الأنسولين". في سنوات ما بعد البلوغ.
- كيف أعرف أن طفلي مريض بالسكر – أو ما هي أعراض مرض السكر عند الأطفال؟
كثرة التبول كمية وعدداً.
العطش الشديد وشراب ماء بكميات كبيرة.
الشعور بالتعب وقلة الحركة
فقدان الوزن.
في حالة عدم الاكتشاف السريع وعدم العلاج يصاب الطفال بأعراض ارتفاع السكر "والأستون" في الدم وينتج عن ذلك ما يلي:- فقدان الشهية.
-آلام في البطن.
-قيء.
- قلق وصياح.
- ضيق في التنفس وزيادة في سرعة التنفس مع خروج رائحة "أستون" من الفهم وهي رائحة مميزة تشبه التفاح العفن.
غيبوبة.
* إذا لاحظت هذه الأعراض في طفلك فيجب استشارة الطبيب فوراً.
داء السكر في سنوات المراهقة والشباب
تعتبر سنوات المراهقة من أهم وأصعب الفترات في متابعة وعلاج المرض المصابين بالسكر لما يصاحب هذه الفترة من تغيرات في النمو الجسمي للمريض ناتجة عن إفراز هرمونات مختلفة بالإضافة إلى التغييرات النفسية وتطلع الشاب أو الشابة إلى خلق شخصية ذاتية والميل إلى الاستقلالية وعدم الاستماع بسهولة إلى إرشادات ونصائح الوالدين، وحب الخروج بكثرة من المنزل والميل إلى قضاء أوقات أطول وسهر مع الزملاء وتناول الوجبات خارج المنزل وعدم التقيد بالإرشادات الغذائية وعدم الحضور بانتظام لعيادة الطبيب. ونسيان أو رفض أخذ جرعان الأنسولين ويؤدي ذلك في كثير من الأحيان إلى صعوبة تنظيم السكر خلال هذه الفترة.
ومن ثم حدوث مضاعفات مثل الهبوط السكري وارتفاع السكري.. وربما البدء في ظهور بعض المضاعفات المزمنة كتأثر العين والكلي لذلك وددنا أن نجاوب على بعض الأسئلة التي تخطر على بال الوالدين والمريض لمساعدة الجميع في تخطي هذه الفترة المهمة والطبيعية في حياة كل إنسان خاصة مرضى السكري.
- هل يمكن لمريض السكر أن ينمو طبيعياً ويدخل مرحلة البلوغ بصورة طبيعية كبقية الأطفال؟
نعم. خاصة إذا كان المريض متابعاً لعلاجه بصورة منتظمة أما إذا كان المريض لا يتابع علاجه بصورة منتظمة فإن ذلك يؤثر على نمو الطفل وربما يؤدي ذلك إلى تأخر ظهور علامات البلوغ أو بطء تقدم مراحله.
- هل تأتي الدورة الشهرية بصـورة طبيعية ومنتظمة للفتيات المصـابات بداء السكر؟
نعم.. تأتي الدورة للفتاة المريضة بداء السكر كبقية الفتيات إلا إذا كان هنالك عدم انتظام في العلاج فربما تتأخر الدورة أو تكون غير منتظمة… بالإضافة إلى ذلك ففي بعض الأحيان نلاحظ ارتفاع في نسبة السكر قبل بدء الدورة مباشرة نتيجة للتغيرات الهرمونية ويجب الانتباه لذلك.
هل يمكن لمرضى السكر الزواج وممارسة حياة زوجية طبيعية؟
نعم.
هل يمكن لمريضة السكر أن تحمل وأن تنجب أطفال طبيعيين؟
نعم. ولكن يجب استشارة الطبيب وأخصائى أمراض النساء والولادة لأن لعلاج السكر وتنظيم نسبة السكر في الدم قبل وأثناء الحمل أهمية كبرى في هذه الفترة وذلك لأن عدم الانتظام في العلاج وارتفاع نسبة السكر في الدم يؤديان إلى تأثر الجنين.
هل يحدث تغير في احتياج الإنسان من الأنسولين خلال فترة الشباب والمراهقة؟
نعم. فغن احتياج الجسم من الأنسولين يزداد خلال سنوات المراهقة للتغير الذي يحدث في الهرمونات وبالتالي ازدياد سرعة النمو.. إذا لم تعطى الجرعات الكافية يؤدي ذلك إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم وأرجوا أن أنوه إنه لا يمكن استبدال الأنسولين بالحبوب في هذه السن كما يفهم بعض الناس.
ما أثار التدخين على مريض السكر؟
للتدخين أثار ضارة على كل إنسان مثل الإصابة بسرطان الرئة وأمراض شرايين القلب وتزداد نسبة الإصابة بهذه الأمراض بصورة واضحة بين المصابين بداء السكر الذين يمارسون عادة التدخين وبالتالي فإننا ننصح بعدم التدخين نهائياً.